اروى بريس
صباح هادئ في القنيطرة. لا بروتوكول، لا عدسات، لا بلاغات مسبقة. فقط رجل ببدلة رسمية وخطى ثابتة، يدخل أبواب المركز الاستشفائي الزموري كما يدخل الطبيب غرفة إنعاش… بعين المراقب وبقلب المواطن.
إنه السيد عبد المزيد المزيد، عامل إقليم القنيطرة، في زيارة تفقدية مفاجئة وشاملة لكل مرافق المستشفى، صباح اليوم الإثنين. زيارة لم تروّج لها صفحات التواصل، ولا سبقتها بيانات، لكنها حملت ما يكفي من الرسائل لمن يهمه الأمر.
بين ممرات المستشفى، حيث يمتزج وجع الانتظار بأمل العلاج، حرص السيد العامل على الوقوف بنفسه على تفاصيل صغيرة تصنع الفرق الكبير: نظافة الأقسام، انضباط الأطر، ظروف اشتغال الطاقم، وتفاعل المرتفقين. لم يكن الهدف التقاط صورة، بل تصحيح صورة.
الزيارة التي مرّت في كتمان مقصود، تحمل بين طياتها رسالة واضحة: الصحة لا تحتاج خطبًا رنانة، بل عيونًا تراقب، وعقولا تخطّط، وأيادي تشتغل.
القنيطرة بدأت تتحرّك في صمت، تنفض الغبار عن مرافقها، وتستعيد شيئًا من هيبتها كمدينة تستحق الأفضل. وليس سرًّا أن هذا التحوّل التدريجي يرتبط بلمسة رجل إداري صارم وواقعي، يشتغل بمنطق الدولة وليس بمنطق الاستعراض.
عبد الحميد المزيد، بخطوة واحدة داخل مستشفى عمومي، أعاد الاعتبار لفكرة “السلطة المتابعة”، وذكّر الجميع أن المسؤول الحقيقي لا يحتاج لمنبر… بل يحتاج فقط إلى أن يفتح الباب ويدخل.