أروى بريس – أزرو
في مدينة أزرو، حيث ينحدر الهدوء من قمم الأطلس المتوسط، ويُصافح الغيم أرزها العتيق قبل أن يغادر، وُلد مشروع مختلف لا يُشبه المفاهيم التقليدية للسياحة.
“رياض الذهب”، اسمٌ لم يعد يُحيل فقط على فضاء للإقامة، بل على تجربة متكاملة تنسج السكينة بالجمال، وتكتب فصول الضيافة بروح إنسانية راقية.
ليس فندقًا… بل ذاكرة تُبنى من الوهلة الأولى، يُدرك الزائر أن “رياض الذهب” ليس فندقًا ولا مطعمًا ولا مسبحًا فحسب… بل كيان حيّ يُشبه القصيدة حين ترتدي حجارة الأرز وتُطرّز بالابتسامة.
فضاء يُقيم في ذاكرة من يمرّ به، لأنه وُلد من فكرة: أن تكون السياحة تجربة تحفظ للزائر كرامته، وتُبقي على سحر المكان وأخلاقه.
فكل تفصيلة في هذا المنتجع تقول إن المشروع لم يُبنَ فقط بالحسابات، بل بالقلب. فالقلوب هنا تُفتَح قبل الأبواب، في استقبال الزوار، وخدمة الأسر، والاحترام العميق للخصوصية والراحة.
الفخامة في رياض الذهب… تُقاس بالقلوب والابتسامات في رياض الذهب، لا تُقاس الفخامة بعدد النجوم، بل بعدد القلوب التي خرجت ممتنّة، والوجوه التي ودّعت بابتسامة.
هنا، الضيافة ليست خدمة… بل تربية، والانضباط ليس قانونًا… بل خُلق متجذّر.
هو المكان الذي يُعلّمك أن الرقي لا يُشترى، بل يُعاش، وأن أعظم استثمار هو ذاك الذي يترك وراءه بشرًا سعداء، ومدينة تعتزّ بأبنائها.
“رياض الذهب” لا يسوّق نفسه كمنتج سياحي، بل يُثبت كل يوم أنه نموذج لمغربٍ يحلم… ويُنجز.
مؤسسة بمواصفات نبيلة
يمتد “رياض الذهب” على شكل مجمّع سياحي متكامل، يجمع بين:
فندق هادئ بمواصفات عالية تحترم خصوصية العائلات،
مطعم راقٍ يقدّم المذاق المغربي في أبهى تجلياته،
مسبح أنيق بلا صخب، يمنح للزوار لحظة صفاء حقيقية، جمعية رياضية لكرة القدم تضم أكثر من 500 طفل، في مشروع اجتماعي رياضي تربوي يهدف إلى تنمية مهارات الشباب، وتعزيز الروح الرياضية والقيم الاجتماعية بينهم، ويوفر فرص تعليمية وتربوية بجانب الرياضة، ويخلق بيئة صحية وآمنة للطفولة.
يُبرز هذا المشروع التوازن بين الجانب التجاري والبعد الاجتماعي، حيث يوفر مناصب شغل دائمة لشباب المنطقة، ويُؤمّن دخلًا كريمًا لعائلات بأكملها، تُربّي أبناءها بكرامة من خلال عرق هذا العمل النبيل.
الفن هنا ليس ديكورًا… بل مشروع
اختار “رياض الذهب” أن يكون أكثر من مجرد فضاء مادي، فالفن يحتل موقعًا جوهريًا في رؤيته.
هنا، تُقام سهرات فنية راقية، تُمنح فيها الفرص للشباب، لا تُشترى ولا تُباع.
المواهب الأمازيغية والفنانون الصاعدون من المنطقة يجدون في هذا المكان نافذةً حقيقية نحو الجمهور. إنه فضاء يؤمن بأن الفن قيمة للنهوض، لا وسيلة للابتذال.
قيادة عائلية… بروح من ذهب وراء هذا المشروع الفريد، تقف قيادة حكيمة تجمع بين الحزم والذوق، بين الضيافة والمهنية.
عبد العالي، مؤسس المشروع، رجل قليل الظهور، كثير العمل، يشبه المكان الذي شيّده: كريم، بسيط، ومحب للناس.
وبجانبه، زوجته الفاسية، سليلة الذوق والرقي، تُدير التفاصيل بلمسة أنثوية تُشعر الزبائن بأنهم في بيت لا في فندق ثنائي يُؤمن بأن الاستثمار الحقيقي يبدأ من الإنسان… وينجح من خلاله.
مشروع يتوسّع… والحلم مستمر اليوم، يُحضّر “رياض الذهب” لإطلاق فضاء ألعاب للأطفال بمواصفات عالية الجودة، ليُضيف حلقة جديدة في مشروعه العائلي والمجتمعي، في خدمة سكان أزرو وزوارها.
الاستثمار حين يحمل ضميرًا ليس من السهل أن تُزاوج بين الربح والكرامة، بين السياحة والمسؤولية الاجتماعية.
لكن “رياض الذهب” أثبت أن الأمر ليس مستحيلًا… إذا حضر الحب، وسكنت النية.
ففي هذا المكان، الزبون ضيف، والعامل شريك، والمكان بيتٌ للجميع.