يونس لقطارني – أروى بريس
ايها الصحراويون المغاربة المغرر بهم في مخيمات تندوف عودوا الى رشدكم عودوا الى بلدكم الأم المغرب فالحياة قصيرة والكثير منكم على مشارف اللحد وأنتم تتبعون السراب و الخراب ,كل دول العالم تغيرت ونفضت عنها الام الماضي وبادلت العداوة بالمحبة والسلام الا دولة الجزائر.
ايها الصحراويون في مخيمات تندوف، اسألوا آباءكم و أجدادكم من أسود القبائل الصحراوية في جيش التحرير، منهم رحمة الله عليه من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا. لم يعرفو لأرض الصحراء من سلطان سوى سلطان المغرب، لم تكن لهم ولاءات للنظام الجزائري الذي لم يكن موجودا حتى، فأرضكم ووجودكم وسيادتكم في دولتكم سابقة عن كل الأنظمة الموجودة في المنطقة.
أيها الصحراويون بمخيمات الذل و العار بتندوف ، انكم منزوعي الكرامة تحت اشعة الشمس تعانون ومن قساوة البرد تتألمون ، يجب أن تعرفوا سبب وجودكم في تلك الخيام المهترئة البالية ، فيما من يدعون انهم يناضلون من أجلكم بقصر المرادية ينعمون و فى شوارع باريس يمرحون و فى مستشفيات اسبانيا يعالجون وبطائرات خاصة يسافرون و فى المنازل الفخمة يعيشون .
ايها الصحراويون في مخيمات تندوف لا يخفى عنكم ان عناصر في قيادتكم في جبهة البوليساريو غارقة حتى آذانها في بحر الفساد وتقاسم الملذات مع قادة في النظام الجزائري، وهم يعلمون انهم لن يؤسسوا دولة، ولن ينتصروا في حرب، وإنما هم في نزهة خلف قطعان الإبل لا يأبهون لأمركم.
أيها الصحراويون في مخيمات تندوف أانها دعوة من قيادة مضللة تعلم علم اليقين أنها لن تكسب حربا ولن تهزم جيشا، وإن دعوتها للحرب ليست سوى تنفيذا لأمر تلقته من قادة النظام الجزائري لافتعال أزمة جديدة في قلب أزمة قديمة.
أيها الصحراويون في مخيمات تندوف يشهد الله أنكم تعرضتم لأكبر خدعة في تاريخ البشرية ، وأن منكم من اختطفوا في صدر سبعينيات القرن الماضي وهم أطفال صغار من السمارة وطنطان والعيون وبوجدور، كانت مأساتكم غريبة وما تزال تلد المأساة تلو المأساة، لأن الذين خططوا لجمعكم في تندوف هم من شرار خلق الله، يستهدفون تنويمكم بأسطورة الوطن المستقل، فيما هم يحتلون فكركم ويصادرون عواطفكم ويستبدلون تاريخ اجدادكم بمستقبل غير موجود.
أيها الصحراويون في مخيمات تندوف لم يشهد التاريخ أسوأ مجرمين و سفاحين مثل قادة الجزائر و الدول الذين زرعوا الفتن وقسموا الأوطان وشتتوا الأسر وعثوا في الأرض فسادا، مثل ما فعل القذافي وبومدين بكم في بداية طريق المأساة، وفي لحظة من التاريخ تراجع القذافي فيما استمر قادة النظام الجزائري.
أيها الصحراويون هل تعرفون سبب تمسك النظام الجزائري بوجودكم في مخيمات تندوف؟
إنه لا يفعل ذلك مثلما يدعي انه يدافع عن تقرير مصير الشعوب، فذلك كذب مكشوف، وإلا لماذا لا يدافع عن تقرير مصير عشرات الحركات الانفصالية الأخرى في العالم؟ ولماذا أيضا يقمع حركة تقرير المصير لشعب القبايل عن الجزائر نفسها؟
ألا توجد قبائل صحراوية في الجزائر هي الأخرى بحاجة إلى تقرير المصير؟
إن السبب الرئيسي لتمسك النظام الجزائري باحتجازكم في مخيمات تندوف البالية مند سنوات متتالية هو من أجل ضمان بقائه، إنه ظل يستعملكم على مر اربعة عقود كقضية رئيسية في سياستيه الداخلية والخارجية.
لقد استخدم القضية الصحراوية كعصب حيوي في الاستحواذ على الشعب الجزائري وإيهامه بأن النظام مشغول بالدفاع عن تقرير مصير الشعب الصحراوي، وهي خدعة مثل قناع بابانويل الذي يضعه المجرمون على وجوهم لإخفاء ملامحهم وتفيذ جرائمهم.
اسألوهم لماذا قتلوا بوضياف وأشعلوا حربا دموية لعشر سنوات لتركيع الشعب الجزائري، إن بوضياف كان يسعى لإنهاء مشكل الصحراء وإنهاء معاناتكم، فقتلوه لتظل قضيتكم قناعا على وجوههم.
أضف إلى ذلك أيها الصحراويون أن النظام الجزائري، وعندما نقول النظام فالمقصود نخبة من العسكريين الاستعماريين الذين يسبيطرون على الجزائر. وقد استخدموا أيضا قضيتكم في السياسة الخارجية ومن خلالها نهبوا ثروات البلاد وبددوها في الرشاوي وفي أوكار الفساد وتحقيق المصالح الخاصة.
ألا يسأل الصحراويون في مخيمات تندوف لماذا يقمعون كل صوت حر بينكم؟ لقد اختطفوا واعتقلوا وابعدوا كل من تجرأ من داخل المخيمات على التفكير بغير عقليتهم وخارج حساباتهم؟
أيها الصحراويون في مخيمات تندوف، إنكم على متن طائرة مخطوفة، ويستخدمونكم في ما يضمن بقاءهم ويغطي على جرائمهم، هل فكرتكم لو أن الشعب الجزائري تمكن في لحظة ما من التخلص من نظامه المستبد، كيف سيكون مصيركم؟
أيها الصحراويون قد كنتم دائما تحظون برعاية خاصة و عناية كبرى من ملوك الدولة العلوية الشريفة، و تعلمون الإهتمام الكبير الذي يوليه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره آلله و سدد خطاه، لكل ساكنة أقاليمنا الجنوبية لتعويضها عن سنين الحرمان الذي عانت منه، و التهميش الذي قاست من طرف المستعمر الأسباني قبل عودتها لأحضان وطنها الأم، المملكة المغربية الشريفة، حيث أصبحت أقاليمنا الجنوبية تشهد مشاريع ضخمة، بنيات تحتية، طرق، موانئ، مستشفيات كبرى، مصالح إجتماعية لرعاية مصالح ساكنة الصحراء، معامل و مصانع كبرى، معاهد و مدارس و جامعات…بفضل العناية الملكية الموصولة لهذه الأقاليم العزيزة من المملكة المغربية الشريفة.
الحق الحق نقول، والله ليس لكم إلا بلدكم ووطنكم من طنجة إلى الكويرة، وبين إخوانكم وذويكم، فلا يغرنكم أحد بالحرب من أجل التحرير، فلا ترسلوا أولادكم حطبا في معارك ستتركون وحدكم في ساحتها، وأنتم ترون بعين اليقين أن الحق هو الذي ينتصر منذ أكثر من أربعة عقود.