يونس زهران أروى بريس
الزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة الإسبانية السيد بيدرو سانشيز إلى المغرب و لقاؤه المرتقب بجلالة الملك محمد السادس لها أكثر من دلالة و أكثر من رسالة .
فقد عرفت العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسبانية على مر التاريخ العديد من حالات المد و الجزر ، بسبب الملفات المشتركة بين البلدين . لكن كلاهما كان يعلم أن القطيعة الدبلوماسية مجرد سوء تفاهم و سحابات صيف عابرة ، رغم الاستفزازات الأخيرة لمدريد و التي من خلالها كانت تريد جس نبض علاقاتها يالجارة الشرقية على حساب المغرب ، و لو عبر معاكسته و ضرب اقتصاده .
غير أن مدريد أخطأت التقدير و لم تضع في حسبانها أنها تعاند و تشاكس مملكة عمرها 12 قرنا غرست جذورها و متنت من تواجدها العالمي و الإفريقي . كما لم تكن تعلم أن الدبلوماسية المغربية مدرسة يجب أن تدرس في إدارة الأزمات و تسيير الشؤون الخارجية للبلدان .
حكمة و تبصر المغرب و عدم مجارة المملكة الإيبيرية في شطحاتها ، جعلت من المغرب في موقف قوة و أن كل خطوة قام بها كانت مدروسة و في صالحه . و هي الإجراءات التي فاجأت مدريد و لم تحسب خطواتها ضد المغرب ، البلد المنظم تنظيما محكما من الحيث العمل الدبلوماسي ، الذي أبان عن حنكة و تبصر كبيرين بعدنا جعل العديد من البلدان تسحب اعترافاتها بجمهورية الوهم ، بالمقابل اعترافها بمغربية الصحراء و التنويه بمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية . وهذا ما ظهر جليا في أزمة الرباط مع برلين ، التي تفاقمت ، لولا أن اداركت الحكومة الفيدرالية الجديدة الأمر و أصلحت ما أفسدته حكومة ميركل .
كل هذا أعطى إشارة لمدريد على أن التقارب بينها وبين الجزائر على حساب المغرب و معاكسة إرادته هي مقامرة خاسرة لم تعد على مدريد إلا بالويلات .
و هكذا فقد جاءت رسالة بيدرو سانشيز إلى جلالة الملك محمد السادس ، جاءت لتصحيح الوضع و لإعادة الأمور إلى نصابها . بعد مساندة الحكومة الإسبانية لمبادرة الحكم الذاتي ، و رجوع السفيرة المغربية إلى مدريد ، هناك بوادر فتح صفحة جديدة عنوانها الأسمى الثقة المتبادلة و تفعيل مبدإ حسن الجوار .