بقلم يونس لقطارني
خيبة أمل في هاجس كل مغربي من الوجوه المتكررة في كل انتخابات يشهدها المغرب ، والتي تقاسمت السلطة من أجل مصالحها الحزبية والشخصية، حيث تدور هذه الايام عجلة القوى القديمة التي جربها المغرب ولم تعط للمغرب وشعبه شيئا بل اعطت لنفسها ولاحزابها الكثير بين اموال ومواقع في السلطة غذتها عمليات الفساد التي مارسها هؤلاء واغتنوا على حساب ثروات الشعب والوطن، اسماء باتت محفوظة عن ظهر قلب لدي المغاربة سئم من سماعها الحجر والشجر ولم تقدم للبلد سوى مزيد من الخراب والدمار والتراجع في كل مفاصل الحياة اليومية للمغاربة .
وزراء حكومات متعاقبة و برلمانيون ورؤساء و كتل واحزاب وشخصيات باتوا اليوم كالحرباء ، تبدل جلدها في كل دورة انتخابية لكنها تبقى حرباء، وزراء للحكومة مرة واخرى برلمانيون وغيرها أمناء احزاب وكتل ، وكأن المغرب قد خلا من الرجال ، نفس الوجوه ونفس الخيبات التي واجهها ويواجهها الوطن ، اذ تسعى هذه الاحزاب وهؤلاء الأشخاص للعودة الى الحكم مجددا، في انتخابات شتنبر المقبل 2021 ، ملتفة على المواطن بشتى اساليب الدعاية الفضفاضة والوعود المكشوفة البائسة ، حتى ان منهم من ابتكر وسائل جديدة للدعاية الانتخابية ! .
كتل واحزاب سياسية جربها المغاربة في اكثر من دورة انتخابية واكتشف انها لا تملك برامج سياسية حقيقية تنتشل البلاد من أزماتها، خاصة أن الفساد المالي والإداري بات مترسخا في الدولة، بسبب تلك الكتل والاحزاب التي امسكت بالسلطة واغتنت على حساب شعب يتطلع لحرية وديمقراطية حقيقية ، وستبقى التحالفات القديمة المتجددة على ذات النهج في التخندق الديني والقومي، خاصة بعد أن فقدت الكثير من الأحزاب الإسلامية حواضنها الانتخابية التي عرتها وكشفت تبعيتها وزيف ما وعدت به من برامج كانت مجرد دعاية سقطت من على اليافطات الانتخابية الدعائية حالما فاز اصحابها بمقاعد في البرلمان.
وسط الصراعات الانتخابية بين القوى السياسية الكبيرة والمتوسطة، يصعب على القوى الصغيرة والمستقلة الوصول إلى مجلس النواب، في ظل مال سياسي امتلكه السياسيون المتجذرون في السلطة، وكذلك السلاح الذي قد يفتك باي مستقل او دماء جديدة تنشد اصلاحا حقيقيا وتنقذ البلد من ازمات جاءت نتيجة سياسة اولئك المتجذرين القدامى ، اصحاب المال والسلطة والاسلحة الفتاكة والوعود الكاذبة والوجوه القديمة.
ولكن يبقى الأهم في عملية الانتخابات هو الناخب المستقل الذي لا يعول على الأحزاب القائمة ، حيث ان تغيير المشهد السياسي يعتمد على نسبة المشاركة الشعبية، ففي حال كانت المشاركة واسعة جماهرياً، فهذا من الممكن أن يدفع بإتجاه التغيير،خصوصاُ في ظل المزاج الشعبي الرافض لإستمرار هيمنة القوى التقليدية على مصادر إتخاذ القرار والسلطة .