يونس لقطارني – اروى بريس اسبانيا
ويستكمل المشهد السياسي الدرامي بالمتباكين اصحاب دموع التماسيح والعفاريت بالتحايل على الديمقراطية التي أتت بهم إلى كراسي الحكم فأهملوها وتركوها تائهة حائرة بائسة وبدلاً من ممارسة الديمقراطية الحقة حتى تصبح مساراً للوطن و المواطن غفلوا عنها وتركوها فريسة و نهباً لمصالحهم الذاتية حتى انقض عليها اصحاب الوطنية المزيفة و الشعارات الدينية الوهمية ونحن عنها غافلون..!!
وكأنها لسخرية القدر، تعكس اعتلال نظر الذين راهنوا على براءة المرحلة الانتقالية وسلاسة “التحوّل” الديمقراطي واعتبروها صراطا مستقيما للجواز الآمن للمرحلة المأمولة، دون التحوّط والحذر من ارتكاس المسار المكتظّ بالفخاخ والمطبات وتحوّله الى عملية “تحيّل” أو “احتيال” ديمقراطي لا يمتلك من “الديمقراطية” إلإ الإسم والرسم والقشور و الجلوف.
ولا أدل من وقوعنا في مصائد المحتالين وحبائل المتربّصين بنا سوءا، الانحدار الحاد والسقوط الحر في كل المجالات على رأي المثل “الحال يغني عن السؤال”، في وضع عجزنا عن كشف أحاجيه واستبيان مكنوناته حتى بتنا نتحسّر على الزمن الذي مضى “ما أحلى الرجوع إليه”، وتناقض صارخ لسيرورة التاريخ الذي انكسرت دفّته وارتكست بوصلته، فكانت السلطة امتحانا سقط فيه كثير من ممتهني السياسة ومدّعي النشاط الحقوقي ودجّالي الديمقراطية، الذين ما إن وصلوا سدّة الحكم نسوا ما ذكّروا به وما صدّعوا به رؤوسنا، وتبيّن بالكاشف أنهم غواة سلطة وروّاد مناصب وتجار أحاديث، وأن الديمقراطية عندهم ذات اتجاه واحد وطريق حدّه وصولهم لمبتغاهم، حتى إذا ما استشعروا خطرا يتهدّدهم بزوال مناصبهم ويعرّي سوءاتهم أعادوا على مسامعنا اسطوانة الحقوق والحريات والديمقراطية بما هم “أمناء” عليها وأعلنوا النفير وحرّكوا من وراء حجاب سواكن أدواتهم وتوابعهم ومن استطاعوا استجلابه وتدجينه وادخاره لحين الحاجة.
لقد كانت المرحلة الانتقالية تحيّلا ديمقراطيا بامتياز وتكرار رديء لأخطاء قاتلة، تداعياتها وخيمة ما لم “يتطهّر” القائمون فيها من دنس ما آلت اليه الأوضاع، فالديمقراطية الحقيقية ليست مجرّد مفاهيم وتصوّرات لا مصاديق لها، وهي لا تبنى بالعداء والاستعلاء والارتماء في حضن الفاسدين والمطبّعين ولا يصنعها الإغراء والتغرير والتخويف والزبونية، بقدر ما هي جهد مشترك وعمل دؤوب لتكريسها وترسيخها، فلا يمكن تصوّرها في ظل استلاب وتجاهل الواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي يحيط بها ويشملها، فأي معنى للديمقراطية ما لم يتم القطع مع سياسة التهميش والمحسوبية والتجهيل وماذا تجدي حرّية الرأي والتعبير لمن لا يجد غير صوته لبيعه لكل عابر سبيل وفي كل محطة انتخابية.
الديمقراطية لم تكن في يوم من الأيام هدفاً في حد ذاتها، إنما وسيلة لتحقيق هدف، ولكن البعض لا يأخذونها إلا هدفاً لتحقيق مآربهم الذاتية.
وأعجب كيف يقرر في مصير البلاد احزب سياسية لا تأثير يذكر لأكثرها حجماً على الشارع السياسي المغربي، والديمقراطية اصبحت حكراً على البعض دون ان يتمتع بها الأخرون، وقد اصبح الشعب المغربي هو شعب الله المحتار في تلك الديمقراطية التي يتبناها من انقلب عليها واولئك الذين اهملوها وانصرفوا لمصالحهم الذاتية بعد أن اوصلتهم إلى مآربهم.
إننا لا نريد مغربا معجوناً بالفساد والنفاق السياسي ولا نريد مغربا يقرر فيه البعض نيابة عنه وقد رفض الشارع هؤلاء البعض، نريد مغربا يقول للمحسن احسنت إن أحسن وللمسيئ أسأت إن أساء، مغربا لا يعفو فيه البعض عن الآخرين بما كسبت أيديهم في حق الأمة ولا يملكون الحق في هذا العفو من اصحاب المناصب الحكومية ..!!
نريد مغربا يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر!!.
تعليقان
Wow, incredible blog structure! How lengthy have you ever been blogging for?
you made running a blog glance easy. The full look of your web site is excellent, let alone the content!
You can see similar here dobry sklep
Hi to every one, the contents present at this web page are really amazing for people knowledge, well, keep up the good
work fellows. I saw similar here: Sklep internetowy