بقلم يونس لقطارني-أروى بريس اسبانيا
يبيت المشردون الحراڭة باللغة المغربية، في شوارع المدن الاسبانية و بين أزقتها يفترشون الأرض ويتلحفون السماء، يتألمون و يرتجفون من شدة البرد ، دون أن يلتفت إليهم أي أحد، في مشهد إنساني يدمع العين ويدمي القلب وكأن الدولة والجمعيات الدينية و الحقوقية المهتمة والسلطات و المساجد وتنسيقية الاحزاب السياسية ومجلس الجالية المنتهي الصلاحية اصحاب الفنادق الفاخرة والمكيفات الدافئة، قد تجردت من طابعها الإنساني…..مأساة إنسانية بامتياز تطفو و تتناسل ، في غياب سياسة واضحة ومؤسسات ذات طابع اجتماعي قادرة على إنقاذ هذه الشريحة البريئة من مخاطر الشارع وتأهيلها نفسيا واجتماعيا بهدف إدماجها وسط المجتمع، عوض تهميشها ودفعها إلى معانقة الدروب والأزقة والمحطات الطرقية، وقد يعرضها وضعها هذا إلى ممارسات عدوانية غير مشرفة وخجولة، تسيء للدولة المغربية …..هم مغاربة اختاروا الرحيل فى قوارب الموت، طوعا أو كرها ، للبحث عن حياة وغد أفضل.. متخذين بذلك خطوة علّها تجعلهم هاربين من بطش البطالة والفقر والظلم والاستبداد الذي عمّ غالبية البلاد.. هم جزء من مغاربة أوروبا الذين خالوا القارّة العجوز جنّة الفردوس الاعلى.. إلاّ أنّهم اليوم يعيشون ظروفا أصعب من تلك التي كانوا ضمنها قبل “الهروب”، وحدها محطّات النقل وابواب المحلات التجارية تحصّنهم من البرد والثلوج في هذه الفترة من كل سنة….هم مغاربة غالبيتهم متواجدة خارج المشروعيّة باسبانيا ، لعبت بهم ظروف الحياة الصعبة و المغامرة حتّى أضحوا ينتظرون قلوبا وأياد رحيمة توافيهم بالغطاء والغذاء المنشئَين للدفئ والأمل.. وأمام غياب الرعاية الرسميّة لا من بلد الاستقبال أو الوطن الأمّ،….انها اللامبالاة واحتقار الإنسان لأخيه الإنسان من العوامل التي تجعل بعضنا لا يهمه أن يموت واحد أو جميع المشردين الذين اقتلعهم القدر من أحضان أسرهم الدافئة واوطانهم الاصلية . لكن الأشد ايلاما هو لا مبالاة الدولة والحكومة المغربية ووزيز الخارجية و الاحزاب السياسية والهيئات الدبلوماسية، بهؤلاء المقصيين و المنسيين من كل شيء، وغياب سياسة حقيقية، وليست مناسباتية مرتبطة بفصل بعينه او قضية ، للتحرك لإنقاذهم، والأخذ بأيديهم لإيوائهم.
وعلى المسؤولين المغاربة أن يدركوا ان سمعة المواطنين في العالم هي من سمعة الوطن بين الأوطان.